السودانيون.. النتاج الوراثي الأخطر عالميا
بقلم/محمد صالح علي حماد.. السودان
صحيح أن العنوان غريب، لكن الغرابة في عدم إكتشاف أن الصفات التي يتمتع بها السودانيون هي صفات نادرة وهي نتاج لصفات وجينات وراثية لأحداث وتفاعلات ماضوية بين عدد من السحنات المختلفة، وهذا ما يثبته التأريخ والتنوع الحالي والصبغات الموجودة لدي السودانيين إلا أن الصفات الجوهرية هي الأهم، وهذا هو مربط الفرس.
جدليات الهوية في السودان ما زالت لم تحسم بعد، وما زالت القيادة الثقافية سواءاً الرسمية أو الجماهيرية لم تستطع الي هذه اللحظة حسم جدلية الهوية السودانية ، وما زال الساسة أيضاً في تشاكس وإختلاف نسبة لعدم وضعف تناسق ووجود إنسجام بين المجتمعات السودانية التي تقع تحت طائلة مشكلات وقضايا متجذرة ما تزال تنخر في عباب المجتمع وتطعن في كاهله، وهذه المشكلات التي لا تظهر بوضوح ويحاول البعض الهرب منها ويحاول الكثيرين تماهيها والهروب من تمييزها، إلا أنها تميز نفسها وسوف يصل المجتمع يوماً لمواجهتها، فهي تتمثل في النخب السياسية، الإدارات الأهلية، الطرق الصوفية، النخب الثقافية، العنصرية، الجلابة، العرب، الزرقة، الصراعات القبلية، الطوائف الدينية، وغيرها.
هذا التنوع والتمايز هو دليل قوي علي إستنساخ قيمي وسلوك يفرض نفسه علي هذا المجتمع ، هو الصفات الوراثية التي أتت نتاج لأحداث وتفاعلات تأريخية إقليمية وعالمية، وهذا ما لم يلفت إنتباه أحد.
إنني هنا أقف اليوم لأقول أن كل هذه الصفات سوف تكون قوائم لحضارات يكون لها شأنها في المستقبل وأن المجتمع السوداني ذو الشخصية القوية مهما كان مستواه الإجتماعي هو دليل قوي علي أن النتاج الوراثي للإندماجات السابقة بإختلافها سوف يكون لها تأثير علي تكوين وهوية المجتمع السوداني النهائية، والتي إنفلقت من عجينة إفريقية وعربية وتركية وغيرها ولم يكن صبغات الدماء فقط هي المكون بل إن صبغات الفكر أيضا ساهمت في التكوين الحالي وسوف تساهم بقدر أكبر في التكوين المستقبلي القادم.
فعبدالقادر الجيلاني أتي من العراق ليشكل في وقت ما من تأريخ السودان شيوخ الفيضة، وعبدالله إبن أبي السرح فتح السودان ونشر مذهباً، وسلاطين وملوكاً تفاعلوا مع ملكة إنجلترا بتواصل أثمر عن وجود أجنبي، واليهود في حي المسالمة ووجود وتداخل ثورات كالمهدية كفكر والفكر الجمهوري والفكر الشيوعي وغيرها؛ له تأثير علي صياغة المجتمع السوداني وما زال وبالتالى كل ذلك أثر في تغيير الصبغات الوراثية للسودانيين، الذين يعدون الآن هم الأقوي عالمياً والمؤثر الأخطر في المستقبل، والدليل أن السودانيين رغم ما تحيط بهم من ظروف خانقة في أوقات مختلفة ورغم ما مرت بهم من أزمات مفتعلة وغيرها ما زالوا يتمتعون بتماسك قوي،صحيح أنه أحيانا قد يكون غير واضح لكنه فقط طريقة السودانيين وتكيفهم مع كل الحوادث بصفاتهم فقط ، وليس بداراسات علمية وإدارة للأزمات، فمثلاً الإقتصاد تجد طريقة للتكيف للشعب وهي لم يسنها قادة البلد الرسميين بل قادة إجتماعيين غير معروفين تجد فجأة تعامل بعقد إجتماعي مجمع، عليه ساري في كل المجتمع، وهذا الرباط وهذه القوة الجوهرية في الصفات ما يجعل هذا الشعب المؤثر والأخطر عالمياً.
فالنتاج الوراثي سوف يكون له مكانة عالمية حتماً، والشاهد أنه رغم عدم ظهور الدولة السودانية بمظهر قوي سواءاً كان في الإقتصاد أو السياسة أو الصناعة الا أن الإهتمام، الدولي والمراقبة الدولية تجدها حاضرة دوماً، وهذا مؤشر لأبعاد مختلفة لا أظن، أن البعد الحقيقي للنتاج الوراثي حاضراً بينها، الا أنه الأهم في نظري.