recent
أخبار ساخنة

محمد صالح علي يكتب : الحد.. الأدني


محمد صالح علي يكتب : الحد.. الأدني


الحياة تسابق محموم، هنالك من يراها نعمة وآخر يراها نغمة حسب تجربة كل واحد، لكن يظل مسئولية أن تعيش بالخيارات المتاحة أمامك هو تحدي يلزم الكثيرون بأخذه لكن يظل خيار معظمنا هو الحد الأدنى.

      فمفهوم الحد الأدنى الذي أتناوله مفهوم جديد في طرحي وهو يتحدث عن تثبيط الهمم، إحتجاز الآمال والتطلعات، مصادرة الأحلام، 

يشترك في ذلك الجانب السياسي كحكومة، والقيادات والقيود المجتمعية التي تتمثل في مصادرة الحريات بشكل عام.

فالحد الأدنى. 

أصبح النموذج المثالي للعيش في أوطاننا، الآن معظم المجتمعات تعيش هذا الكفاف، أصبح الواقع لا يلبي إحتياجات الكثيرين العادية ناهيك أن يحلموا. 

الحد الأدنى.

بات محور وخيار للعيش نسبة للأزمات والضربات المتتالية والموجعة، فهو ضد التخطيط للمستقبل يهزم فيك الطموح يجعلك تعيش رزق اليوم باليوم.. 

الحد الأدنى.. 

أصبح المخرج الوحيد لكل من يريد تحقيق هدف يصل اليه بأقل التكاليف وأقل الخيارات لأنه لا يريد التعرض للخسارة.. و المجازفة. 

الحد الأدنى.. 

الخيار الذي يضعف همة الأجيال القادمة بطريقة تثبط الدوافع وتنهي الإنفعالات، ولكنه في ذات الوقت يضمن إستمرار العيش. 

الحد الأدنى.

الأسوأ فيه بات يهدد الحب، فمن يخاطر هذه الأيام بأن ينشأ علاقات الحب والمحبة لأنها تتطلب التضحيات وهو لا يسمح بذلك! ولا يسمح أيضاً بتمدد العلاقات فعلاقاته محدودة. 

الحد الأدنى.

بات يضعف فينا الهمة والرغبة والنشاط ، وكذلك بات لا يحفزنا علي النجاح و المجازفة وغيرها، لأنه لا يوفر مساحة من الخيارات ومتسع من الوقت. 

الحد الأدنى.

أصبح يحارب الخير فينا والمبادرات في مجتمعاتنا فهو يقتلها، لأن الحد الأدنى لا يسمح بذلك إنه خيار المجتمعات الضعيفة وليست القوية.

الحياة بالحد الأدنى.. كخيار حياة متوقفة وميتة سريرياً، حياة لا تحمل مسئولية تجاه الأجيال القادمة ولا تشجع علي الاستمرارية والتعاون والخير. 


بقلمي/ محمد صالح علي.

google-playkhamsatmostaqltradent