كتاب اللغة العربية بين الجمود والابداع هام جداً للمعلمين والدارسين يشارك بمعرض الكتاب 2023 من اصدارات التجمع العربي للطباعة والنشر والتسويق
كتب : عبد الله اسماعيل
كتاب اللغة العربية بين الجمود والإبداع للكاتب الكبير محمود خميس يشارك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 من اصدارات التجمع العربي للطباعة والنشر والتسويق
اردنا ان يتحدث المؤلف عن كتابه ويصفه وصفا موجزا وكان لنا هذا الحوار مع الكاتب محمود خميس الذي اكد على ضرورة شراء هذا الكتاب وخاصة المعلمين الذين يدرسون اللغة العربية لغة القرآن الكريم
ونترككم مع مقال المؤلف
الكاتب محمود خميس
منذ نعومة أظفاري وأنا أتلقى اللغة العربية من منبعها الصافي الرقراق – القرآن الكريم – من خلال كُتَّاب القرية حيث غمرني القرآن بكم هائل من المفردات اللغوية الفصيحة التي شكلت وجداني وقومت لساني ثم ما إن شببت عن الطوق حتى التحقت بكلية الآداب بجامعة عين شمس فنهلت من أساتذة اللغة والأدب وعمالقة الفكر العربي حتى صارت اللغة سليقة أتحدث وأكتب بها وأعلمها طلابي في مدارس مصر الخاصة والدولية حتى شرفت برئاسة قسم اللغة العربية بكبرى مدارس مصر الدولية وبعد خبرة طويلة في مجال التدريس تجاوزت العشرين عاما قمت بتأليف كتاب ( تعليم إبداعي لعالم أفضل ) والذي صدر العام الماضي
ثم كتاب (تدريس اللغة العربية بين الجمود والإبداع) والذي صدر هذا العام
وفي كلا الكتابين ركزت على الإبداع في التعليم
فالتعليم الإبداعي هو سر نهضة الشعوب والمجتمعات فالدول التي اهتمت بنوعية التعليم وجودته نهضت وحدثت فيها ثورات صناعية كبرى والدول التي أهملت التعليم صارت في ذيل الأمم تعيش عالة على غيرها تستهلك فقط ما ينتجه لها الآخرون
وحال العملية التعليمية اليوم لا يخفى على أحد حيث تتم بصورة نمطية تقليدية في أغلب الأحيان
مما ترتب عليه نفور بعض المتعلمين أو قيامهم بالتحصيل الدراسي لتأدية الاختبارات فقط بدون وجود تحصيل علمي وتربوي فعَّال كما صارت مهمة التدريس ثقيلة على كثير من المعلمين لافتقارها إلى الحيوية والنشاط والتجديد من جهة وعدم إقبال الكثير من التلاميذ على التعلم من جهة أخرى لذا فلابد من اتباع عدة خطوات لإعادة الروح والبريق إلى العملية التعليمية وجذب المتعلمين للإقبال عليها برغبة صادقة في التحصيل الدراسي والتعلم.
من أجل ذلك كان كتاب (تعليم إبداعي لعالم أفضل) محاولة مني لتحريك الماء الراكد ولفت الانتباه إلى استراتيجيات التعليم الحديثة التي يمكن للمعلمين أن يستعينوا بها في صفوفهم كذلك لفت انتباه القائمين على العملية التعليمية إلى إحداث تغيير كبير في بنية المناهج التعليمية حتى تتماشى مع نظم التعليم الحديثة وتواكب الطفرة التكنولوجية الحديثة في كل المجالات
ويتناول كتابي الثاني (تدريس اللغة العربية بين الجمود والإبداع ) الطرق الحديثة لتعليم اللغة العربية والتركيز على مهارات اللغة العربية والخصائص الإبداعية للغة العربية
فاللغة من أفضل السبل لمعرفة شخصية أمتنا وخصائصها وهي الأداة التي سجلت منذ أبعد العهود أفكارنا وأحاسيسنا وهي البيئة الفكرية التي نعيش فيها وحلقة الوصل التي تربط الماضي بالحاضر بالمستقبل إنها تمثل خصائص الأمة وقد كانت عبر التاريخ مسايرة لشخصية الأمة العربية تقوى إذا قويت وتضعف إذا ضعفت .
ومن التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصرنا الحالي مرض ازدواجية اللغة وهو مرض أصاب العرب ككل وأصبح من النادر التحدث باللغة العربية الفصحى بطلاقة فإما يتم خلط اللغة العربية بلغة أجنبية أو يتم تطعيمها بكلمات من اللهجة العامية أو ارتكاب أخطاء نحوية وصرفية
بل وحتى الطبقة المثقفة التي كان من المفترض أن تتصدر المشهد وأن تكون في صدر المدافعين عن اللغة العربية والهوية العربية وتقود الشعوب العربية لتحافظ على لغتها أصبحت هذه الطبقة بعيدة كل البعد عن لغتها الأم بل هناك من المثقفين من يحقد على اللغة العربية ويعتبرها سببا في تخلفنا وأضحى التكلم بلغة أجنبية مظهرا من مظاهر التحضر والثقافة والعصرنة
ولذلك يقع على عاتق معلمي اللغة العربية حمل ثقيل وهو جعل اللغة العربية مادة تعليمية شيقة في ظل عزوف أبنائها عن تعلمها ولجوئهم إلى لغات أجنبية أخرى والتطوير يكون من خلال توظيف الوسائل التعليمية المناسبة مع اعتماد الأساليب الحديثة في التعليم وذلك لكسر النمطية المعهودة عند معلمي اللغة العربية وجعل مادة اللغة العربية مادة تفاعلية
فمعلم اللغة العربية اليوم مطالب بممارسات تدريسية إبداعية فالإبداع مهم للغة العربية للنهوض بها وعودتها للحياة من جديد
ويقصد بالتدريس الإبداعي للغة العربية الإجراءات والسلوكيات التي يقوم بها المعلم قبل التدريس ويظهرها أثناء التدريس ويمارسها بعده وتتسم بالأصالة والطلاقة والمرونة وتؤدي إلى الإبداع اللغوي لدى المتعلمين .
إن الفلسفة الحالية للتربية تنادي بأن يكون الطالب هو المحور الأساسي للعملية التعليمية، و دور المعلم يقتصر على التوجيه فقط بعد ما كان دوره سابقا التلقين و الحفظ. ٢- التركيز على مهارة الاستماع والغمر اللغوي ٣- التفاعل الصفي المركب (إن نمط التفاعل الذي يكون محوره الطالب يجب أن يعكس مشاركة متزايدة للطلبة وتقليل لدور المعلم) فالتفاعل الصفي الجيد يقدم فيه الطالب مسرحيات و يطرح الأسئلة و يجرب و يستنتج و يبدي رأيه و ما على المعلم إلا التوجيه الذي يحفظ سير العملية التعليمية و يحقق أهدافها . أ-الاستهزاء من الطالب وأفكاره ٥- يجب التدرج مع الطالب من السهل إلى الصعب ومن المحسوس إلى المجرد ويجب مراعاة المفردات التي درسها الطالب وعرفها وألفها وإدخال المفردات والمصطلحات الجديدة بالتدريج ٦- يجب مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ ووضع خطة الدرس بحيث تناسب كل مستويات الطلاب ٧- يجب على المعلم أن يركز انتباه الطلاب نحو المهمة المطلوبة و يوجه أسئلة مفتوحة ويستمع إلى آراء الطلاب وأفكارهم ويتقبل استجابات عديدة ومتنوعة للأسئلة ويشجع تفاعل الطلاب مع بعضهم ولا يفرض رأيه عليهم ويساعدهم على تقييم أفكارهم ويساعدهم على معرفة المغزى من الدرس ويساعدهم على ربط الدرس الحالي بالسابق ويساعدهم على تلخيص الأفكار وترتيبها ويحاول أن يربط الدرس بالبيئة التي يعيش فيها الطالب ليدرك أهمية الدرس في حياته . |
وإذ أقدم هذا الكتاب لمعلمي اللغة العربية في الوطن العربي فإنني أتمنى أن يكون شعاع نور يضيء لهم الطريق في وقت يتم فيه تغريب اللغة العربية بشتى الطرق والوسائل ليحل محلها لهجات محلية ولغات أجنبية لتنشأ أجيال منقطعة الصلة بتاريخها وحضارتها وتراثها